Duration 4:17

ما هو مصدر الاخلاق؟ هل هناك اخلاق بدون دين؟ Kenya

874 watched
0
27
Published 23 May 2020

ما هو مصدر الاخلاق؟ هل هناك اخلاق بدون دين؟ مصدر الأخلاق لدى الملحد ؟ العلم والدين ملاحضة : هذه القناة تحتوي على أفضل المقاطع المقتطعة من البتوت المباشرة التي يقوم بها هشام نوستيك . للأخلاق مصادر ثلاثة تنبع منها وتتغذى بها, ويكمل بعضها بعضا, وهي: 1- الفطرة: فالإنسان مجبول ومفطور على حب الأخلاق الحسنة وكره الأخلاق السيئة. ومهما اختلف الناس أفرادا أو أمما في تقييم بعض الأفعال وبعض التصرفات, فإن هناك فضائل وأخلاقا يشتركون جميعا في حبها واحترامها, كالصدق والأمانة والوفاء والإحسان والتواضع والعدل وهناك رذائل وأخلاق سيئة يشترك الناس جميعا في كراهيتها واستهجانها, كالظلم والعدوان والكبر والكذب والخيانة والأثرة والغدر فاشتراك الناس بمختلف أجناسهم وأديانهم وأوطانهم وعصورهم وطبقاتهم وأحوالهم في هذه الميول الخلقية, وتجذُّرُها في نفوسهم وسلوكهم, دليل واضح على فطريتها وأصالتها فيهم. فللإنسان حاسة خلقية تعمل مثل حواسه الأخرى. بل إن هذه الحاسة الخلقية تعتبر من الحواس المميزة للإنسان. ولذلك وُصف الإنسان بأنه كائن أخلاقي, أو حيوان أخلاقي. بل يمكن أن يقال: “إن الإنسان هو الكائن الأخلاقي الوحيد”, باعتبار “أن الإنسان لا يكون إنسانا مميزا من سائر الكائنات, بغير مَثل أعلى يَدين له بالولاء “ 2- الدين: فمن المعلوم أن الأخلاق والتوجيهات الخلقية, هي الجزء الأعظم من جميع الأديان وتعاليمها. وفي جميع العصور وفي جميع الأمم , نجد الأخلاق قرينة الدين والتدين, ونجد الدين والتراث الديني, يشكلان دائما أكبر مدد وأقوى سند للقيم الخلقية, وللمعايير الخلقية, وللممارسات الخلقية. فدُعاة الأخلاق, وحُـماة الأخلاق, هم الأنبياء وأتباع الأنبياء . وإذا كانت الجِبِلّة هي منبع الأخلاق المفطورة, فإن الدين هو مصدر الأخلاق المسطورة. فلا نعرف خُلقا حسنا يتمسك الناس به أو يذكرونه ويتطلعون إليه, إلا وهو منصوص عليه في الدين وفي التراث الديني. 3–العرف الاجتماعي: في كل مجتمع, تتشكل عبر العصور أعراف وقيم, تكون محل تراض وتوافق عام, ومحلَّ احترام والتزام, وتصبح جزءا من المنظومة الأخلاقية للمجتمع, ويصبح انتهاكها والاستخفاف بها سلوكا معيبا وربما معاقبا عليه. كما أن التمسك بها يكون خُلُقا محمودا ومقدرا. وهذه الأخلاق العُرفية والعادات الكريمة, يكون لها في الأساس استمدادٌ من المصدرين السابقين وتأثر بهما, ولكنها تستمد صِـيَغَها العملية وتعبيراتها الظرفية, من الفكر والثقافة والتجربة البشرية. فهي من هذه الناحية تجسد الخصوصية الأخلاقية للأمم والشعوب , وللعهود والأحقاب التاريخية. ولذلك نجدها أكثر قابلية للاختلاف والتمايز بين الأمم, وأكثر خضوعا للتغير عبر العصور, ولو بتدرج بطيء في الغالب. ويُرجِع الماوردي تشَكُّل الأخلاق وانبثاقها إلى أصلين هما الطبع والتطبع؛ فالأخلاق “بعضها خُلق مطبوع, وبعضها خلق مصنوع؛ لأن الخلق طبع وغريزة, والتخلق تطبع وتكلف فتصير الأخلاق نوعين: غريزية طُبع عليها, ومكتسبة تَطَبَّع بها “ . على أن الأخلاق بنوعيها لا تستغني عن المعالجة والرعاية والصيانة. “قال بعض الحكماء: ليس شيء عولج إلا نفع وإن كان ضارا, ولا شيء أهمل إلا ضر وإن كان نافعا” . مكانة الأخلاق في الإسلام: المكانة العظمى للأخلاق في الإسلام, تعد من أظهر معالمه وأبرز خصائصه. فهي أولا– مكانة أساسية, بمعنى أن الأخلاق هي من جملة الأسس الأولى التي بني عليها الإسلام وشريعته. وهي ثانيا تحتل مساحة شاسعة مِن مَصْدرَي الإسلام: القرآن والسنة. فحين نصنِّـفُ الآيات والأحاديث حسب موضوعاتها, سنجد للموضوعات الأخلاقية نصيبا وافرا, إن لم يكن النصيب الأوفر. وهي ثالثا ذات حضور وتأثير بليغين في كافة الجوانب الأخرى من الدين عقيدة وشريعة. فحتى الآيات والأحاديث المتعلقة بالعقائد أو بالأحكام أو بالقصص, نجدها مشبعة بالمعاني والتوجيهات الخلقية. فعلى سبيل المثال: حديث أبي هريرة , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا , نجد فيه مزجا واضحا بين الإيمان وحسن الخلق, بحيث جعل حسن الخلق جزءا من الإيمان ومن كمال الإيمان. وفي هذا المعنى نقل البيهقي عن أبي عبد الله الحليمي رحمه الله تعالى قوله: فدل هذا القول على أن حسن الخلق إيمان, وأن عدمه نقصانُ إيمان, وأن المؤمنين متفاوتون في إيمانهم, فبعضهم أكمل إيمانا من بعض وفي تفسير قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم 4] , يرى عامة المفسرين أن هذاالخلق العظيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, إنما هو مجمل ما في الإسلام ومجمل ما في القرآن الكريم, فكأنّ مجملَ الإسلام والقرآن, إنما هو (خلق عظيم ). وهذا ما أشارت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها, عندما جاءها بعض الصحابة يسألون عن مضمون الخلق النبوي العظيم المنوه به في الآية, فقالت: كان خُلُقه القرآن وقال الإمام الطبري : “ القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم 4] , يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإنك يا محمد لعلى أدب عظيم, وذلك أدب القرآن الذي أدّبه الله به, وهو الإسلام وشرائعه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل “. وقال ابن عاشور :”فلا جرم عَلِمنا أن الإسلام هو مكارم الأخلاق, وجماع مكارم الأخلاق يعود إلى التقوى ومن هنا قال بعض العلماء : “الدين كله خلق, فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين”. فمعيار المفاضلة في الدين والتدين هو حسن الخلق, فمن كان أحسن خلقا فهو أقوم دينا وأرقى تدينا, والعكس بالعكس. وهذا المعنى قد تواتر في الأحاديث النبوية الشريفة, من مثل: “ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق “ “ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة” “إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوما القيامة أحاسنَكم أخلاقا “

Category

Show more

Comments - 1