Duration 4:50

إذا أعياك من دنياك داءُ وعز عليك أن فُقد الدواءُ | | الشاعر محمد عبد الرضا الحرزي Kenya

66 watched
0
1
Published 26 Apr 2021

إذا أَعياكَ مِنْ دُنياكَ داءُ و عَزَّ عَلَيْكَ أَنْ فُقِدَ الدَّواءُ و أَعسَرَتِ الأُمورُ عَلَيْكَ صَرْفاً و ضاقَ الدَّهرُ و انكَشَفَ الغِطاءُ تَحَرَّ لدى بِقاعِ الشَّامِ قَبراً به للهِ يَرْتَفِعُ الدُّعاءُ لِزَيْنَبَ وَلِّ طَرْفَكَ مُستَغيثاً فأدنا ما يُبادِرُكَ السَّخاءُ و أذْلِلْ ماءَ وَجهِكَ في حِباها فَخَيْرُ الذُّلِّ ما عَزَّ الحِباءُ تَوَسَّلْ بالعَقيلَةِ و ارتَجيها ففي أكنافِها يَحْلو الرَّجاءُ و لُذْ بِجِوارِ خِدرِ بَنِي نِزارٍ بِمَن شَرَفاً تَلوذُ بها السَّماءُ حِمى عَلْيا عليٍّ مَنْ إلَيهِم بِأَمرِ اللهِ يَنصَرِفُ القَضاءُ و دارُ نَداً إذا ما العامُ أكْدَى تَفَجَّرَ مِنْ جَوانِبِها الرَّخاءُ تَبيتُ بها جُموعُ الوَفدِ رَغْداً فلا نَصَبٌ هُناكَ ولا عَياءُ و إنْ شاهَدْتَ فيها المَيتَ حياً وعاد على السَّقيمِ بِها الشِّفاءُ فلا تَعجَبْ فإنَّكَ مِنْ تُرابٍ ومِن ماءٍ لنا و لَكَ ابتِداءُ و إنَّ الماءَ يُحيي كلَّ شَيءٍ فكيف بِمَن هُمو للماءِ ماءُ تَتِيهُ على جِنانِ الخُلْدِ قَدراً و للوُفادِ فيها ما تَشاءُ و إنْ تَكُنِ التَّمائِمُ في رِقابِ الورى حِرْزاً يُرَدُّ بِهِ البَلاءُ فإنَّ تُرابَ أرجُلِ زائِريها يُجيرُ الخَلقَ إنْ ضاقَ الفَضاءُ و لو أنَّ الأنامَ بها أقامَت لما طَلَعَتْ على مَيتٍ ذُكاءُ دِيارٌ مَنْ أطالَ المَدحَ فيها جنى بالعِيِّ ما زَرَعَ العَناءُ بِها أبصِرْ و لا تُبصِرْ إلَيها و دُونَ الشَّمسِ يَكفيكَ الضِّياءُ هُناك لِزينبٍ جَدَثٌ تساما غداةَ طَغى على الكَدَرِ الصَّفاءُ و مَجدٌ أيْقَنَ العُلَماءُ عَنهُ بأنَّ العِلمَ غايَتُهُ الغَباءُ و صَرْحٌ أنْبَأَ الدُنيا قَديماً بأنَّ الوَحيَ تُؤتاهُ النِّساءُ فَجُدْ إن جِئتها بالشَّوقِ وِرداً و دَعْ لِلعَينِ ما جَهِلَ الثّناءُ و كيفَ لَكَ الثَّناءُ بِمَنْ ثَناها تَجلّى حينَ أنْشَأَهُ الرِّثاءُ و إنَّ السَّيفَ أقتَلُ حالَتَيهِ إذا نَطَقَتْ بِلَهجَتِهِ الدِّماءُ بَدَتْ في كَرْبلا و لَرُبَّ بادٍ تَبَدا حينَ جَلَّلَهُ الخَفاءُ و أَضحَتْ لا كما اشتَهَتِ الأعادي و لكن حَسبَما شاءَ الفِداءُ بها عُرِفَ التَّجلُّدُ في الرَّزايا و لولاها لما خُلِقَ البُكاءُ هَوَيْتُ لِذِكرِها فَمَضَيْتُ ذُلاًّ و قد أعيا سِوايَ الكِبرِياءُ و دِينُ المَرءِ نِسبَتُهُ فإن لم تكُن حالاً فَشِرعَتُهُ انتِقاءُ و إنَّ لدى الغرامِ خَفيرَ صِدقِ تَهَيَّبَ أنْ يُمالِقَهُ الرِّياءُ و خَيرُ هوى الفتى ما كان عَقلاً له عن رِبقةِ العقلِ اعتِلاءُ فتعلو مثل زينب في البرايا ولو ساد الكرام الأدعياء

Category

Show more

Comments - 0